توجه نحو مليون و154 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم، إيذاناً ببدء عام دراسي جديد، بعد عطلة صيفية استمرت ما يقارب الثلاثة أشهر. ودخل الطلبة والطالبات الفلسطينيون عامهم الدراسي الجديد منذ صباح اليوم، في أجواء اقتصادية ونفسية ومادية صعبة.
وبينما كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تغطي طلبتها من حيث القرطاسية والكتب وما شابه، فإن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تلقي تلك المهام على عاتق أولياء أمور الطلبة، الأمر الذي يحملهم أعباءً أكبر في ظل وضع اقتصادي أسوء.
وسلمت حكومة رام الله موظفيها نصف راتبهم المتبقي من شهر يوليو/تموز الماضي، بينما لم تعط حكومة غزة رواتب لموظفيها، الأمر الذي أدى إلى تذمر موظفي الحكومتين على حدٍ سواء.
وقال أمجد عواد، أحد موظفي حكومة رام الله، ويسكن مدينة رفح الحدودية مع مصر، أن عدم انتظام الرواتب، أثر بشكل كبير جداً على حياتنا اليومية.
وأضاف عواد لـ"العربية.نت" من الصعب أن يعيش الرجل على نصف راتبه، بينما أقلم نفسه وأسرته على وضع مالي مضاعف. أنا اضطررت لأن أقترض من أقاربي بعض الأموال إلى حين يفرجها علينا رب العالمين".
وتحكي أم علاء، سيدة لديها 6 أولاد في مدارس الحكومة، أنها لا تعرف كيف تتصرف حيال توفير المستلزمات المدرسية. وقالت "سيكون الأمر صعباً جداً على الأسر الفلسطينية سواء موظفين أو عاطلين عن العمل، من حيث توفير متطلبات العام الدراسي الجديد".
وأكدت لميس العلمي وزيرة التربية والتعليم في حكومة رام الله، أن نحو مليون و154 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتوجهون اليوم إلى مدارسهم لبدء العام الدراسي الجديد.
وقالت في تصريح صحافي لها وصل لـ"العربية.نت" نسخة عنه "من بينهم 682698 طالباً في الضفة الغربية وحوالي 471552 طالباً في قطاع غزة".
ويشتكي معظم الطلبة وأولياء أمورهم من صعوبة المنهاج التعليمي في كافة مراحله بما فيهم الثانوية العامة. وقالت نجلاء عبد ربه، "أجد صعوبة بالغة في مراجعة دروس الأطفال سواء في الصفين الثالث أو الرابع الأساسيين".
وأضافت عبد ربه لـ"العربية.نت" "اضطررت لأن أرسل ابني محمد لأخذ دروس خصوصية نظراً لصعوبة المنهاج، علماً بأنني أنهيت تعليمي الجامعي. الحقيقة أن المنهاج التعليمي بات صعباً جداً على عقول الطلبة، ويجب أن تراعي وزارة التربية والتعليم هذا الأمر".
وتشير الطالبة في الثانوية العامة هبة جواد أنها بصدد الاستعانة بالدروس الخصوصية من بداية العام الدراسي الجديد، لتتمكن من اجتياز الإمتحان النهائي آخر العام.
وقالة هبة لـ"العربية.نت" منهاج الثانوية العامة صعب جداً، لهذا اتفقت مع والدي على أن أبدأ في أخذ دروس خصوصية بعد انتظام الدراسة بشكل رسمي، حتى أتمكن من النجاح آخر العام في الثانوية العامة".
نقص حاد في المدارس
وعلى الرغم من وجود 236 مبنى مدرسياً، إلا أن وزارة التربية والتعليم في غزة تعاني من نقص حاد في عدد المدارس، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي حال دون دخول المواد الأساسية للبناء أو حتى ترميم عشرات المدارس التي دمرتها إسرائيل جزئياً.
وتشهد عشرات المدارس أعمال صيانة، بحسب وزارة التربية والتعليم في غزة، منها صيانة 21 مدرسة بدعم من مؤسسة روتا القطرية و30 مدرسة بدعم من الإغاثة الإسلامية و20 مدرسة بدعم من البرنامج الألماني وتصل التكلفة الإجمالية لصيانة هذه المدارس نحو 900 ألف يورو.
وقالت الوزيرة العلمي إن وزارتها تدرس عدة مقترحات فيما يخص امتحانات الثانوية العامة خلال العام الحالي، من بينها أن يتقدم الطلاب إلى الامتحان في عامين والاقتراح الثاني بتقسيم المواد إلى قسمين رئيسية وثانوية، ومقترح آخر بأن تكون شهادة الثانوية العامة مقسومة إلى قسمين.
وأشارت وزيرة التربية والتعليم في حكومة رام الله أن جميع الاقتراحات سيتم طرحها خلال هذا العام للنقاش على المستوى الوطني للاسترشاد بآراء الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام.