العراق: حيوانات سائبة تنقل الأوبئة تجتاح الطرق ومراكز المدن

بغداد - ماجد فاضل: على رغم محاولات السلطات البلدية في مدن العراق الحد من الحيوانات السائبة لاسيما الكلاب والحمير، فان هذه الحيوانات بدأت تشكل قطعانا تجتاح المدن لاسيما في الليل، ولا يستثنى من ذلك العاصمة بغداد كما في أطرافها حيث يشكو الناس من انتشار قطعان من الكلاب السائبة التي بدأت تشكل تهديدا للمواطنين ايضا . وتشكو اغلب الأقضية والقرى التابعة لمحافظات بابل والديوانية وكربلاء من انتشار قطعان الحمير السائبة حتى في وسط النهار الى درجة انها تعيق حركة المرور .



و يتحدث عصام شاكر عن اصطدام سيارته بقطيع من الحمير على الطريق السريع جنوب شرق مدينة بغداد مما ادى الى ضرر كبير لسيارته .
ويقول عصام ان ازالة الحواجز الحديدية والدعامات من الطريق الدولي في العراق سهل على الحيوانات اجتياز الطرق مسببة حوادث كثيرة .وتشهد اغلب طرق العراق بسبب غياب الدعامات الفاصلة مقتل الكثير من الحيوانات البرية مثل الأرانب وبنات آوى والذئاب والخنازير إضافة إلى الكلاب .ومن ابرز الحيوانات السائبة في مدن العراق القطط السائبة التي تنتقل بين البيوت والشوارع وتعيش على القمامة وبقايا الحيوانات مما تسبب مصدر مباشرا للأمراض .
ويشير الفتى سليم الجزائري من مدينة كربلاء في وسط العراق الى بقايا آثار جرح عميق في ساقه من جراء افتراس كلب له .ويروى سليم كيف انه نجا بأعجوبة من قطعان كلاب سائبة لدى عودته الى البيت في المساء . ويضيف لولا عناية الله ومساعدة المارين لكنت في عداد الأموات .و تظهر الحاجة الماسة لمعالجة حقيقية لظاهرة الكلاب السائبة اذا معرفنا الحجم الحقيقي لضحايا الكلاب . ويروي أبو ياسر من بابل عن مواء جماعي للقطط في الليل التي تخيف الأطفال وتسبب الأرق للكثيرين .ويضيف : لا أبالغ اذا قلت ان في شارعنا تتجول نحو خمسين قطة تنتقل من بيت الى بيت .وما يبعث على القلق ان هذه الحيوانات تعتاش على الجيف في القمامات لتصبح واسطة ناقلة لمختلف الجراثيم والميكروبات .وتسبب الحيوانات السائبة امراضا من مثل حمى مالطا و السل، والجمرة الخبيثة، وأنفلونزا الطيور، والحمى النزفية، وداء المقوسات (داء القطط) الأكياس المائية، والسل البقري، والليشمانيا، وداء الكلب (السعار)، وذبابة الدودة الحلزونية.وتتسبب الأبقار والحمير التي تعبر الطرق السريعة في حوادث يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء بسبب غياب إجراءات الأمان على الطرقات من مثل السياجات المانعة .ويتندر العراقيون كثيرا على حمارهم الذي نُقل من مدينة الفلوجة العراقية عام 2008 إلى ولاية نبراسكا الأميركية لإدخال السرور والبهجة على نفوس أطفال العسكريين الذين يخدم ذووهم في الخارج.وكان الحمار عثر عليه جنود اميركيون في محيط القاعدة العسكرية، حيث احبوه وأمدوه بالغذاء والشراب وعالجوا بعض الجراح التي كان يعاني منها وسرعان ما تحول لديهم إلى جالب حظ سعيد فأطلقوا عليه اسم سموك ومعناه بالإنجليزية دخان، في إشارة إلى لونه الرمادي.وفي الطريق الرابط بين الصويرة و الكوت يتحدث أبو شيماء وهو سائق باص كيف اصطدم الباص بحمير سائبة تعبر الطريق، بشكل جماعات .ويضيف : الخطر الأكبر في الليل حين تقترب الحمير من الطرقات وهي في طريقها للبحث على القمامة المنتشرة على الطريق؛ مما تسبب ذلك في الكثير من الحوادث .
ويرى فرحان ان الحل يكمن في تأمين علامات مرورية تحذيرية و سياجات حديدية لمنع الدواب من الاقتراب من الطرق . الجدير بالذكر ان الطرق الدولي السريع الذي يربط بغداد بمدن الوسط الجنوب من جهة والرمادي من جهة أخرى كان مجهزا بسياج حديد آمن بمواصفات عالمية لكن هذا السياج اختفى بسبب الإهمال وسرقة المواطنين له .وتعاني اغلب الاحياء في مدن العراق من قطعان الجرذان المختبئة في الزوايا والمناطق المهجورة والمناطق الرطبة المظلمة . وتروي ام عادل في منطقة الصالحية في بغداد مشاهد مثيرة لمغامرات الاهالي مع الجرذان . وتقول ام عادل : يمكن تصور الكم الهائل منها حين تصحو في الصباح فتجد ان العشرات منها داستها عجلات السيارات . وتنتاب الاطفال والكبار على حد سواء مخاوف من هذه الحيوانات التي تحتل أنابيب المجاري وتلج إلى الحمامات والمطابخ، بل وتصل الى أسرّة النوم وبين الملابس والدواليب ومخازن الغذاء .